
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
إذا ظَهَرَ لك - سلَّمك الله - وَجْهُ ما ذَكَرْناه، أيقنتَ أن طَلَبَ الكمال لا يعوق التميُّز؛ بل على العكس تمامًا، هو داعٍ إلى التميُّز، فإن ضعُفْتَ عن الكمال، فلا يتسلَّل إليك فكرٌ سلبيٌّ؛ سواء بالضيق، أو تَرْك العمل، أو غير هذا، ولتتذكَّر حينئذٍ النصوص السابقة، وتذكَّر أنَّ الأصل هو استقامة القلب على كل حالٍ، وأنَّ عمَلَ الجوارح يكون بحسَبِ الطاقة، حتى في الكفِّ عن الذنوب إن غلبتْك الطبيعةُ البشريةُ، فتذكَّر حديث أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بِيَدِه، لو لم تُذنبوا لَذَهَبَ الله بكم، ولَجاء بقومٍ يُذنبون، فيستغفرون الله فيَغْفِر لهم))؛ رواه مسلم، والمهمُّ عدم الإصرار، والإسراع بالتوبة.
كما أن الضغط المستمر للسعي لتحقيق المثالية يمكن أن يترك الأشخاص مجهدين ويعانون من الصداع والأرق.
أنا شابٌّ أواجه مشكلةً تعوقني عن التميُّز، وهي مشكلةُ الكمال؛ فأنا أُحبُّ الكمالَ والدقَّةَ في كلِّ شيء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: شكراً لك على التواصل معنا.
وترقبونا دائما لتطلعوا على الدورات الصيدلانية الجديدة التي سوف تطرح بشكل دائم.
منح أنفسنا الوقت الكافي لإنجاز مهمة معيَّنة، عوضاً عن الإسراع في تنفيذ العمل، من أجل إنهائه في وقت قياسي؛ لأنَّه في حال برمجنا أدمغتنا على إنجاز العمل بوقت قياسي وسريع، سيكون ذلك على حساب الدقّة في العمل، وفي حال أُنجِزَ العمل بدقَّة، ولكن بمدة أطول مما وضعناه لأنفسنا، سنقع أيضاً في حفرة لوم الذات، ونضيع على أنفسنا بهجة الاحتفال بعملنا هذا.
فلو نظرنا حولنا بعين ناقدة، إلى أي لوحة فنيّة، أو أغنية، أو قصيدة، أو أي شيء، فسنرى أنّه يمكن تحسينه؛ لذا إن كنت شخصاً ينشُد الكمال الخالص، فبالتأكيد ستتواجه تحديّات كبيرة، قد يستحيل تخطّيها.
الكمال فكرة مثالية لا يمكن تحقيقها في الواقع. والأهم من ذلك، أن السعي وراء الكمال قد يُعيق تقدمنا بدلاً من أن يساعدنا. لماذا نسعى للكمال؟ غالبًا ما…
والكمال على مستوى الحياة الشخصية؛ حيث إنني يجب أن تكونَ أخلاقي حسنة، وإذا غضِبتُ مرةً أشعر بعدها بعدم ارتياح ونقصٍ، وبأنَّ كل تعبي في أن تكونَ أخلاقي حسنة ذهب هباءً منثورًا!
الفشل والنجاح في الحياة أهمية القيم الروحية في تحقيق الوحدة والتضامن ...
ويتجلى ذلك الأمر الآن في وسائل التواصل الاجتماعي الذي يجبرك على مقارنة نفسك بأشخاص تعرفهم أو حتى لا تعرفهم لمجرد أن تلقى استحسان الآخرين وهذا بدوره يفقدك ثقتك بنفسك وتقديرك الذاتي لأنك تحصل على قيمتك من خلال آراء الآخرين.
تذكَّر طوال الوقت، أنّ السعي السليم والصحي إلى الكمال، هو الذي يحرِّكه الحماس لمزيد من المعلومات لا الخوف، ويقوده الأمل وليس القلق، وتغلِّفه الثقة وليس التردُّد.
تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت أضف تعليقاً